تحولت شوارع مدينه جنين لمسارح لمعارك عنيفه بين مقاتلو الفصائل الفلسطينيه وقوات الاحتلال اعادت للاذهان صور المعارك البطوليه التي شهدها مخيم جنين في نيسان الماضي ورسخت مرة اخرى صورة وحدة وتلاحم المقاومة بكافه اجناحها في التصدي للاحتلال والعدوان الاسرائيلي , حتى كان مساء الثلاثاء وفجر الاربعاء صفحه بطوله جديدة في مثلث الرعب الفلسطيني الذي يصر مقاتليه على الصمود والمواجهه وافشال كمائن الاحتلال . و بشموخ وتحدي واعتزاز يتحدث اهالي الحي الشرقي عن البساله منقطعه النظير التي ابداها رجال المقاومة في مواجهه جنود الاحتلال الذين داهموا المنطقه منذ مطلع الشهر الجاري عشرين مرة ولم يجنوا الا الفشل وخيبه الامل بسبب يقظه وحذر المقاتلين .
بدء العمليه
ففي مساء الثلاثاء هاجم جنود الاحتلال المنطقه الصناعيه في جنين وحاصروها بشكل كامل وعزلوها عن المدينة تحت ذريعه البحث عن مطلوبين , وحاصر الجنود عمارة المواطن ابو رشاد في وسط المنطقه الصناعيه وارغموا السكان على اخلاء منازلهم بدعوى وجود مطلوبين في العمارة ويقول ابو رشاد بشكل مفاجيء انتشر الجنود في كل مكان وتحت تهديد السلاح اقتادونا خارج منازلنا نساءا واطفالا ورجالا صلبونا بالعراء بدعوى اخفاء مطلوبين , هرعت للمنطقه المزيد من الدبابات واغلقت كافه المحاور وشرع الجنود بالانتشار في الاماكن المطله على العمارة .
المعركه بدات
فور انتشار النبأ في جنين تدافع رجال المقاومة من كتائب شهداء الاقصى وسرايا القدس وكتائب القسام لمشارف المنطقه الصناعيه التي تحولت لثكنه عسكريه , لم ترعبهم التعزيزات والانتشار المكثف لجنود الاحتلال , وفي اقل من عشرة دقائق كان المقامون من مخيم ومدينه جنين قد انتشروا في المنطقه وتوزعوا في كافه المحاور لتبدأ الاشتباكات , لم يكن هناك مجال لوضع خطه ولكن رجال المقاومة وزعوا انفسهم بشكل يمكنهم من خوض المعركة وارباك جنود الاحتلال ففي هذه الحاله يقول ابو محمد مسؤول كتائب الاقصى لا يوجد مجال للتخطيط ويجب التصرف وفق معطيات المعركة وكان همنا ايقاع اكبر قدر ممكن من الخسائر في جنود الاحتلال وافشال حملتهم وفك الحصار عن المطاردين .
النجاح الاول للمقاومة
لم يميز الاهالي بين المقاتلين فقد اتحدوا جميعا على هدفهم الاسمى وتوزعوا مستغلين حلكه الليل غير ابهين بالمخاطر وبالتفوق العسكري الاسرائيلي عليهم , وكان النجاح الاول للمقاومين كما يقول مسؤول كتائب القسام ابو القسام ومنذ اللحظات الاولى للمعركه بارباك جنود الاحتلال الذين بداوا يلوذون بالفرار الى دباباتهم وسط حاله الذعر تجنبا لرصاص المقاومة الغزير , ويقول ابو عوض –احد المحتجزين من جنود الاحتلال في المنطقه الصناعيه – عندما بدا جنود الاحتلال حملتهم كانوا يتعاملون معنا بوحشيه غادروا دورياتهم وتوزعوا بيننا يفتشوننا باذلال ويتوعدون بالانتقام منا , ولكن سرعان ما انقلب الموقف عندما بدا رصاص المقاومة ينهمر عليهم شاهدناهم يركضون مذعورين الى دباباتهم الخوف في عيونهم حتى ان بعضهم وقع ارضا وهو يجري بسرعه من شدة الخوف اما الذين اصطفوا لمراقبتنا فالقوا انفسهم بين الاطفال والنساء بخوف وذعر ويضيف منظر لن انساه فقد انتقم المقاومين لنا هؤلاء الجنود كانوا سفله واشبعونا شتائم وكلمات نابيه وعندما سمعوا الرصاص ورغم انهم مسلحين شاهدنا مدى جبنهموخوفهم وضعفهم ارتموا بيننا وبعضهم كان يرتعش من شدة الخوف ويصرخون بجهاز الاتصال طالبين النجده ومساعدتهم للوصول الى الدبابات .
المقاومة اعلنت حالة الاستنفار
اشتد رحى المعركة ومع زخات رصاص المقاومة حضرت للمنطقه المزيد من الدبابات تساندها طائرات الاباتشي الذي بدات تلقي بقنابل الانارة لكشف مواقع المقاتلين , ولكن المقاومين لم يغادروا مواقعهم بل تقدموا اكثر واكثر حتى اصبحت المسافه بينهم وبين جنود الاحتلال مكشوفه , واعلنت المقاومة الاستنفار وزجت الى محاور الحي الشرقي المتاخمه للمنطقه الصناعيه بالمزيد من المقاتلين وسط صيحات الله اكبر التي اخترقت عتمه الليل لتدب الرعب في صفوف جنود الاحتلال وتقول ام منصور – محتجزة في المنطقه الصناعيه –عندما سمعنا اصوات الله اكبر ارتفعت معنوياتنا وتبددت معالم الخوف ولكن الجنود الصهاينه كانوا يرتعشون من شدة الخوف وكلما سمعوا الله اكبر يزحفون بيننا وهم يشتمون الذات الالهيه فالواضح ان الموقف هزهم وارهبهم وجعلهم عاجزين عن الحركه وكلما اطلق النار كان غضبهم يزداد ويصبون حقدهم عليهم وينتقمون منا ومع ذلك كنا رغم ظروفنا الصعبه فرحين بما حل بهم من خوف ورعب وذعر .
مقاومه عنيفه
في هذا الوقت كانت المنطقه الشرقيه تشتعل ونيران المقاومة ينصب على جنود الاحتلال من كل حدب وصوب , وقد تقدم سبعه مقاتلين لمحيط مدرسه الخنساء واختبئوا في مشارف الزقه لرصد تحرك الجنود , وتضليلهم وعندما هاجمت مجموعه اخرى الجنود من الموقع القريب بدا الجنود باطلاق النار فباغتتهم المجموعه المرابطه قرب المدرسه واطلقت النار عليهم فانسحبوا وتراجعوا للخلف , ولم تتمكن قوات الاحتلال من التقدم حتى لمتر واحد ,عندها بدات الدبابات بالقصف العشوائي للمنطقه ليتطاير الرصاص فوق رؤوس المقاومين الذين كان قرارهم واحدا وصارما الصمود والمواجهه وعدم الانسحاب , فحاولت احدى الدبابات التقدم من شارع المدارس ولكنها فوجئت بالعبوات تحاصرها من كافه الاتجاهات فبحثت عن اقصر الطرق للانسحاب وعادت لموقعها تفاديا لكمائن المقاومة وقال مسؤول سرايا القدس ابو العامر رغم الامكانيات البسيطه حرصنا على التفنن في استخدام كافه اشكال المقاومة المتاحه لمواجهتهم فنحن ندرك مدى الجبن والخوف الذي يعيش في قلب كل جندي صهيوني وهذه احد اهم مقومات اصرارانا على قتالهم من كافه المحاور .
الطائرات
مرت الساعات بطيئه والحصار يشتد على المنطقه الصناعيه جنود الاحتلال احتجزوا عشرات المدنيين بالمطر والبرد الشديد وبداوا بمهاجمه المنازل وقصفها بالدبابات , اما المقاومة فرعم المطر استمرت في مناوراتها لتتحرك من كل زقاق وشارع والتسلل لاقرب المواقع , كانت اعنف الاشتباكات تتركز في محور المسجد الكبير في جنين ودوار المطاحن الذي لم يتوقف فيه الرصاص لحظة واحده وكلما قصفت الدبابات رد المقاومون الذين ازداد غضبهم بعد اصابه احدهم برصاص الجيش , الاصابه دفعت قياده المقاومة التي تواجدت في ارض المعركه توجه المقاومين وترصد تحركات العدو دفعتها لحث المقاتلين على صنع ثغرة في صفوف العدو للتسلل اليها وتغيير ميزان المعركة , فتقدم المقاومون بمعنويات هائله سال مراسلنا احدهم الى متى ستصمدون امام هذه الحشودات فقال ما دمنا قادرين على الوقوف والمواجهه سنقاتل انه يوم مميز وعلينا مقارعتهم وافشال حملتهم والحاق الخسائر بهم , فاشتدت المواجهه . هذا الموقف والعجز الاسرائيلي في وقف نيران المقاومة جعل العدو يدخل الطائرات لارض المعركه فبدات طائرات الاباتشي بالقصف , انهمر رصاص الاباتشي في المنطقه يخترق المنازل والشوارع فسارع المقاومين لتامين المواطنين وحثهم على اتخاذ كافه تدابير الحيطه والحذر منعا لوقوع الضحايا , اما المقاتلون فاشتدت عزيمتهم واصبحوا اكثر هجوما وكان الطائرات غير موجوده , فبدات المناورات وتنقل المقاتلون من موقع لاخر رغم القصف والغارات , ويقول مراسلنا لم اصدق ما يجري امامي قعندما تقصف الطائرة موقع يطلق المقامون النار عليها وينتلقون لموقع اخر غير ابهين بالطائرات شاهدتهم فرحين بالمقاومة وقدرتهم على منع وقوع الضحايا وعندما سقط الرصاص بين اقدامهم كانوا يصرخون الله اكبر ويرددون الشهادتين ويطلقون النار في موقف اخر تقدمت الدبابة بغطاء قصف الطائرة فواجهها المقاتلون ببساله وبطوله لم اشاهد لها مثيلا وهم يتلون الايات القرانيه ويطلبون الشهاده ويتصيدون الفرصه لاقتناص جنود الاحتلال , وفي احدى الحالات والطائرة تقصف سمعت سيدة تقول من نافذتها لمقاوم اختبأ يا ابني حتى لا يصيبوك فقال لهم بشموخ وكبرياء لن اخاف او اختبأ انني هنا لمواجهتهم وجاهز للشهاده ادعي لي يا اختي بالشهاده كانت المعنويات عاليه وعدد من المقاتلين تعانقوا وتعاهدوا على المقاومه والشهاده وقال احدهم وهو يمسك رشاشه انني ادعوا الله ان يكرمني بالشهاده وانا اقاتل ابناء القردة والخنازير وانتقم لابناء شعبنا .
صور للمقاومه
لم اكن اصدق ما يجري او اعتقد انه حقيقه لو لم اشاهده بعيناي عيون تتدفق حبا وقلوب تنبض ايمانا والسن لا تتوقف عن طلب الشهاده ومقاومه اسطوريه باسلحه خفيفه , ففي لحظات غابت كل الامور الا صورة واحده سواعد المقاتلين من كافه التنظيمات تقاتل من شارع لاخر في منطقه مكشوفه غمر الرصاص سماءها وبث الرعب في كل مكان الا في قلوب المقاومين الذي مرت عليهم سبعه ساعات متواصله وهم يسطرون لوحات من البطوله دون طعام او ماء او راحه فكيف نرتاح قال محمد – احد المقاومين – ونحن نسمع العدو عبر مكبرات الصوت من رفاقنا واخوتنا المحاصرين ان يسلموا انفسهم وكيف نرتاح والعدو احضر جرافاته لهدم المنزل فوق رؤوسهم فيما الطائرات تقصفهم وتعرض حياتهم للخطر سنقاتل حتى اخر فرد فينا وفك الحصار عن اخوتنا . خلال ذلك لم تتوقف الطائرات والدبابات عن القصف فاصيبت طفله بشظايا الرصاص في راسها خلال تواجدها داخل منزلها واندلعت النيران بالمنازل والمحلات ومنع جنود الاحتلال طواقم الاسعاف والدفاع المدني من الوصول للقيام بواجبهم فعرض المقاومون حياتهم للخطر وشكلوا عدة فرق ثلاث منها شنت هجوما واسعا على الجيش والرابعه نجحت في اخراج المصابين ولكنها لم تتمكن من اخماد الحرائق لان الجيش فتح نيران رشاشاته باتجاه المنطقه مما ادى لاحتراق المحلات والمنازل بشكل كامل , ومع ذلك استمرت المقاومة حتى الصباح حيث انسحب جنود الاحتلال دون ان يتمكنوا من دخول الحي الشرقي بعد اعترافهم باصابه جندي ولكن الاهالي يؤكدون وقوغ اصابات اكثر في جنود الاحتلال الذين قدموا لتنفيذ مهمه تستغرق دقائق ولكن قوة المقاومة حولتها لمعركه استمرت 12 ساعه استبسل فيها المقامون بالتصدي والدفاع وقال منسق المقاومة المشتركه ما حدث بروفه صغيرة لقوة وامكانيات المقاومة لتشكل رساله للعدو بان ضرباته وعملياته لم تزيد هذه المقاومة الا وحده وصلابه واستعداد على المواجهه واضاف جعلنا العدو يدرك ان دخوله لجنين لن يكون سهلا وثمنه سيكون غاليا ونحن جاهزون لمواجهته ومقاومته ورد الصاع صاعين . ويتذكر رجال المقاومة المعركه الاخيرة التي شهدها الحي الشرقي في جنين مطلع الشهر الجاري عندما حاولت قوات الاحتلال نصب كمين للمطلوبين ومحاصرتهم فحاصرهم رجال المقاومة ووقع الجنود في الكمين واصيب خمسه منهم بجراح , وقال مسؤول كتائب الاقصى ابو محمد لم يعد دحول العدو سهلا ومحاولاته للايقاع بنا في كل مرة سيكون ثمنها قاسيا ففي تلك الليله حاولوا تضليلنا والتسلل مشاة للحي الشرقي ونصب كمين باحد المنازل لاصطيادنا ولكننا كشفناهم لحظة دخولهم للمنزل وانقلب كيدهم ومكرهم عليهم فهاجمناهم وحاصرناهم لعدة ساعات ولم يتمكنوا من اخلاء الجرحى الا بعد عدة ساعات وباستخدام عدد كبير من الدبابات , ويضيف المقاومة جاهزة واستفادت من التجربه وقال مسؤول سرايا القدس هناك فرق حراسه مهن كافه التنظيمات تعمل بشكل موحد وترصد تحركات العدو ولن نسمح لهم بالنيل منا بل في كل مرة يفكرون بها بتنفيذ عمليه سيواجهون مجاهدين ومقاتلين ابطال وهبوا حياتهم للجهاد وجاهزين للتضحيه والقتال والجهاد حتى الشهاده , سنجعل اجسادنا قنابل تتفجر وارضنا مقبرة لهم وسنردهم باذن الله على اعقابهم خائبين .
بدء العمليه
ففي مساء الثلاثاء هاجم جنود الاحتلال المنطقه الصناعيه في جنين وحاصروها بشكل كامل وعزلوها عن المدينة تحت ذريعه البحث عن مطلوبين , وحاصر الجنود عمارة المواطن ابو رشاد في وسط المنطقه الصناعيه وارغموا السكان على اخلاء منازلهم بدعوى وجود مطلوبين في العمارة ويقول ابو رشاد بشكل مفاجيء انتشر الجنود في كل مكان وتحت تهديد السلاح اقتادونا خارج منازلنا نساءا واطفالا ورجالا صلبونا بالعراء بدعوى اخفاء مطلوبين , هرعت للمنطقه المزيد من الدبابات واغلقت كافه المحاور وشرع الجنود بالانتشار في الاماكن المطله على العمارة .
المعركه بدات
فور انتشار النبأ في جنين تدافع رجال المقاومة من كتائب شهداء الاقصى وسرايا القدس وكتائب القسام لمشارف المنطقه الصناعيه التي تحولت لثكنه عسكريه , لم ترعبهم التعزيزات والانتشار المكثف لجنود الاحتلال , وفي اقل من عشرة دقائق كان المقامون من مخيم ومدينه جنين قد انتشروا في المنطقه وتوزعوا في كافه المحاور لتبدأ الاشتباكات , لم يكن هناك مجال لوضع خطه ولكن رجال المقاومة وزعوا انفسهم بشكل يمكنهم من خوض المعركة وارباك جنود الاحتلال ففي هذه الحاله يقول ابو محمد مسؤول كتائب الاقصى لا يوجد مجال للتخطيط ويجب التصرف وفق معطيات المعركة وكان همنا ايقاع اكبر قدر ممكن من الخسائر في جنود الاحتلال وافشال حملتهم وفك الحصار عن المطاردين .
النجاح الاول للمقاومة
لم يميز الاهالي بين المقاتلين فقد اتحدوا جميعا على هدفهم الاسمى وتوزعوا مستغلين حلكه الليل غير ابهين بالمخاطر وبالتفوق العسكري الاسرائيلي عليهم , وكان النجاح الاول للمقاومين كما يقول مسؤول كتائب القسام ابو القسام ومنذ اللحظات الاولى للمعركه بارباك جنود الاحتلال الذين بداوا يلوذون بالفرار الى دباباتهم وسط حاله الذعر تجنبا لرصاص المقاومة الغزير , ويقول ابو عوض –احد المحتجزين من جنود الاحتلال في المنطقه الصناعيه – عندما بدا جنود الاحتلال حملتهم كانوا يتعاملون معنا بوحشيه غادروا دورياتهم وتوزعوا بيننا يفتشوننا باذلال ويتوعدون بالانتقام منا , ولكن سرعان ما انقلب الموقف عندما بدا رصاص المقاومة ينهمر عليهم شاهدناهم يركضون مذعورين الى دباباتهم الخوف في عيونهم حتى ان بعضهم وقع ارضا وهو يجري بسرعه من شدة الخوف اما الذين اصطفوا لمراقبتنا فالقوا انفسهم بين الاطفال والنساء بخوف وذعر ويضيف منظر لن انساه فقد انتقم المقاومين لنا هؤلاء الجنود كانوا سفله واشبعونا شتائم وكلمات نابيه وعندما سمعوا الرصاص ورغم انهم مسلحين شاهدنا مدى جبنهموخوفهم وضعفهم ارتموا بيننا وبعضهم كان يرتعش من شدة الخوف ويصرخون بجهاز الاتصال طالبين النجده ومساعدتهم للوصول الى الدبابات .
المقاومة اعلنت حالة الاستنفار
اشتد رحى المعركة ومع زخات رصاص المقاومة حضرت للمنطقه المزيد من الدبابات تساندها طائرات الاباتشي الذي بدات تلقي بقنابل الانارة لكشف مواقع المقاتلين , ولكن المقاومين لم يغادروا مواقعهم بل تقدموا اكثر واكثر حتى اصبحت المسافه بينهم وبين جنود الاحتلال مكشوفه , واعلنت المقاومة الاستنفار وزجت الى محاور الحي الشرقي المتاخمه للمنطقه الصناعيه بالمزيد من المقاتلين وسط صيحات الله اكبر التي اخترقت عتمه الليل لتدب الرعب في صفوف جنود الاحتلال وتقول ام منصور – محتجزة في المنطقه الصناعيه –عندما سمعنا اصوات الله اكبر ارتفعت معنوياتنا وتبددت معالم الخوف ولكن الجنود الصهاينه كانوا يرتعشون من شدة الخوف وكلما سمعوا الله اكبر يزحفون بيننا وهم يشتمون الذات الالهيه فالواضح ان الموقف هزهم وارهبهم وجعلهم عاجزين عن الحركه وكلما اطلق النار كان غضبهم يزداد ويصبون حقدهم عليهم وينتقمون منا ومع ذلك كنا رغم ظروفنا الصعبه فرحين بما حل بهم من خوف ورعب وذعر .
مقاومه عنيفه
في هذا الوقت كانت المنطقه الشرقيه تشتعل ونيران المقاومة ينصب على جنود الاحتلال من كل حدب وصوب , وقد تقدم سبعه مقاتلين لمحيط مدرسه الخنساء واختبئوا في مشارف الزقه لرصد تحرك الجنود , وتضليلهم وعندما هاجمت مجموعه اخرى الجنود من الموقع القريب بدا الجنود باطلاق النار فباغتتهم المجموعه المرابطه قرب المدرسه واطلقت النار عليهم فانسحبوا وتراجعوا للخلف , ولم تتمكن قوات الاحتلال من التقدم حتى لمتر واحد ,عندها بدات الدبابات بالقصف العشوائي للمنطقه ليتطاير الرصاص فوق رؤوس المقاومين الذين كان قرارهم واحدا وصارما الصمود والمواجهه وعدم الانسحاب , فحاولت احدى الدبابات التقدم من شارع المدارس ولكنها فوجئت بالعبوات تحاصرها من كافه الاتجاهات فبحثت عن اقصر الطرق للانسحاب وعادت لموقعها تفاديا لكمائن المقاومة وقال مسؤول سرايا القدس ابو العامر رغم الامكانيات البسيطه حرصنا على التفنن في استخدام كافه اشكال المقاومة المتاحه لمواجهتهم فنحن ندرك مدى الجبن والخوف الذي يعيش في قلب كل جندي صهيوني وهذه احد اهم مقومات اصرارانا على قتالهم من كافه المحاور .
الطائرات
مرت الساعات بطيئه والحصار يشتد على المنطقه الصناعيه جنود الاحتلال احتجزوا عشرات المدنيين بالمطر والبرد الشديد وبداوا بمهاجمه المنازل وقصفها بالدبابات , اما المقاومة فرعم المطر استمرت في مناوراتها لتتحرك من كل زقاق وشارع والتسلل لاقرب المواقع , كانت اعنف الاشتباكات تتركز في محور المسجد الكبير في جنين ودوار المطاحن الذي لم يتوقف فيه الرصاص لحظة واحده وكلما قصفت الدبابات رد المقاومون الذين ازداد غضبهم بعد اصابه احدهم برصاص الجيش , الاصابه دفعت قياده المقاومة التي تواجدت في ارض المعركه توجه المقاومين وترصد تحركات العدو دفعتها لحث المقاتلين على صنع ثغرة في صفوف العدو للتسلل اليها وتغيير ميزان المعركة , فتقدم المقاومون بمعنويات هائله سال مراسلنا احدهم الى متى ستصمدون امام هذه الحشودات فقال ما دمنا قادرين على الوقوف والمواجهه سنقاتل انه يوم مميز وعلينا مقارعتهم وافشال حملتهم والحاق الخسائر بهم , فاشتدت المواجهه . هذا الموقف والعجز الاسرائيلي في وقف نيران المقاومة جعل العدو يدخل الطائرات لارض المعركه فبدات طائرات الاباتشي بالقصف , انهمر رصاص الاباتشي في المنطقه يخترق المنازل والشوارع فسارع المقاومين لتامين المواطنين وحثهم على اتخاذ كافه تدابير الحيطه والحذر منعا لوقوع الضحايا , اما المقاتلون فاشتدت عزيمتهم واصبحوا اكثر هجوما وكان الطائرات غير موجوده , فبدات المناورات وتنقل المقاتلون من موقع لاخر رغم القصف والغارات , ويقول مراسلنا لم اصدق ما يجري امامي قعندما تقصف الطائرة موقع يطلق المقامون النار عليها وينتلقون لموقع اخر غير ابهين بالطائرات شاهدتهم فرحين بالمقاومة وقدرتهم على منع وقوع الضحايا وعندما سقط الرصاص بين اقدامهم كانوا يصرخون الله اكبر ويرددون الشهادتين ويطلقون النار في موقف اخر تقدمت الدبابة بغطاء قصف الطائرة فواجهها المقاتلون ببساله وبطوله لم اشاهد لها مثيلا وهم يتلون الايات القرانيه ويطلبون الشهاده ويتصيدون الفرصه لاقتناص جنود الاحتلال , وفي احدى الحالات والطائرة تقصف سمعت سيدة تقول من نافذتها لمقاوم اختبأ يا ابني حتى لا يصيبوك فقال لهم بشموخ وكبرياء لن اخاف او اختبأ انني هنا لمواجهتهم وجاهز للشهاده ادعي لي يا اختي بالشهاده كانت المعنويات عاليه وعدد من المقاتلين تعانقوا وتعاهدوا على المقاومه والشهاده وقال احدهم وهو يمسك رشاشه انني ادعوا الله ان يكرمني بالشهاده وانا اقاتل ابناء القردة والخنازير وانتقم لابناء شعبنا .
صور للمقاومه
لم اكن اصدق ما يجري او اعتقد انه حقيقه لو لم اشاهده بعيناي عيون تتدفق حبا وقلوب تنبض ايمانا والسن لا تتوقف عن طلب الشهاده ومقاومه اسطوريه باسلحه خفيفه , ففي لحظات غابت كل الامور الا صورة واحده سواعد المقاتلين من كافه التنظيمات تقاتل من شارع لاخر في منطقه مكشوفه غمر الرصاص سماءها وبث الرعب في كل مكان الا في قلوب المقاومين الذي مرت عليهم سبعه ساعات متواصله وهم يسطرون لوحات من البطوله دون طعام او ماء او راحه فكيف نرتاح قال محمد – احد المقاومين – ونحن نسمع العدو عبر مكبرات الصوت من رفاقنا واخوتنا المحاصرين ان يسلموا انفسهم وكيف نرتاح والعدو احضر جرافاته لهدم المنزل فوق رؤوسهم فيما الطائرات تقصفهم وتعرض حياتهم للخطر سنقاتل حتى اخر فرد فينا وفك الحصار عن اخوتنا . خلال ذلك لم تتوقف الطائرات والدبابات عن القصف فاصيبت طفله بشظايا الرصاص في راسها خلال تواجدها داخل منزلها واندلعت النيران بالمنازل والمحلات ومنع جنود الاحتلال طواقم الاسعاف والدفاع المدني من الوصول للقيام بواجبهم فعرض المقاومون حياتهم للخطر وشكلوا عدة فرق ثلاث منها شنت هجوما واسعا على الجيش والرابعه نجحت في اخراج المصابين ولكنها لم تتمكن من اخماد الحرائق لان الجيش فتح نيران رشاشاته باتجاه المنطقه مما ادى لاحتراق المحلات والمنازل بشكل كامل , ومع ذلك استمرت المقاومة حتى الصباح حيث انسحب جنود الاحتلال دون ان يتمكنوا من دخول الحي الشرقي بعد اعترافهم باصابه جندي ولكن الاهالي يؤكدون وقوغ اصابات اكثر في جنود الاحتلال الذين قدموا لتنفيذ مهمه تستغرق دقائق ولكن قوة المقاومة حولتها لمعركه استمرت 12 ساعه استبسل فيها المقامون بالتصدي والدفاع وقال منسق المقاومة المشتركه ما حدث بروفه صغيرة لقوة وامكانيات المقاومة لتشكل رساله للعدو بان ضرباته وعملياته لم تزيد هذه المقاومة الا وحده وصلابه واستعداد على المواجهه واضاف جعلنا العدو يدرك ان دخوله لجنين لن يكون سهلا وثمنه سيكون غاليا ونحن جاهزون لمواجهته ومقاومته ورد الصاع صاعين . ويتذكر رجال المقاومة المعركه الاخيرة التي شهدها الحي الشرقي في جنين مطلع الشهر الجاري عندما حاولت قوات الاحتلال نصب كمين للمطلوبين ومحاصرتهم فحاصرهم رجال المقاومة ووقع الجنود في الكمين واصيب خمسه منهم بجراح , وقال مسؤول كتائب الاقصى ابو محمد لم يعد دحول العدو سهلا ومحاولاته للايقاع بنا في كل مرة سيكون ثمنها قاسيا ففي تلك الليله حاولوا تضليلنا والتسلل مشاة للحي الشرقي ونصب كمين باحد المنازل لاصطيادنا ولكننا كشفناهم لحظة دخولهم للمنزل وانقلب كيدهم ومكرهم عليهم فهاجمناهم وحاصرناهم لعدة ساعات ولم يتمكنوا من اخلاء الجرحى الا بعد عدة ساعات وباستخدام عدد كبير من الدبابات , ويضيف المقاومة جاهزة واستفادت من التجربه وقال مسؤول سرايا القدس هناك فرق حراسه مهن كافه التنظيمات تعمل بشكل موحد وترصد تحركات العدو ولن نسمح لهم بالنيل منا بل في كل مرة يفكرون بها بتنفيذ عمليه سيواجهون مجاهدين ومقاتلين ابطال وهبوا حياتهم للجهاد وجاهزين للتضحيه والقتال والجهاد حتى الشهاده , سنجعل اجسادنا قنابل تتفجر وارضنا مقبرة لهم وسنردهم باذن الله على اعقابهم خائبين .